ما هو التحيز في الاستطلاع والبحث؟ أسبابه وطرق تجنبه وتقليله
  • April 24, 2024

دليلك الشامل إلى التحيز في الاستطلاع وتوضيح أنواع التحيز في الاستبيان وطرق التخلص منها

إذا كانت البيانات مهمة بالنسبة لك وكنت تتخذ قرارات بناءً على نتائج بياناتك عادةً فيجب أن تكون على دراية بالتحيز في أبحاثك وأن تحاول أن تجعل استبياناتك خالية من التحيز عند تصميمها.

مثلما تعلم فإن الاستطلاع من أكثر الأدوات فعالية للحصول على بيانات دقيقة، ولا بد أنك تعلم أيضاً أن البحث القائم على الاستطلاع لا يكون ذا قيمة إلا إذا كان يعطيك نتائج صحيحة، لذلك يجب أن تبذل قصارى جهدك لتجنب التحيز في الاستطلاع.

يمكن أن يتسلل التحيز إلى استبياناتك دون أن تدرك ذلك وأن يؤثر سلباً على جودة بياناتك النهائية. سنحاول في هذه المقالة أن نتحدث عن أنواع التحيز في الاستطلاع وعن طرق تقليل الآثار السلبية للتحيز في طريقة البحث.

ما هو التحيز؟

يمكن تعريف التحيز أو الانحياز (Bias) كما يلي:

«إنه انحراف النتائج عن الحقيقة أو هو العمليات التي تؤدي إلى مثل هذه الانحرافات»

احتمال حدوث التحيز موجود في جميع مؤشرات البحث الكمية والنوعية تقريباً، فحتى أفضل الاستطلاعات تصميماً تكون عرضة للتحيز. إن تصميم وتنفيذ الاستطلاع ليس عملية بسيطة لأنه ينبغي عليك وضع أسئلة قصيرة ومفهومة وفي نفس الوقت موضوعية وغير متحيزة وتحافظ على تكامل الإجابات من أجل الحصول على معلومات مفيدة وفعالة وذلك عبر اتباع تعليمات خاصة، وللوصول إلى هذه البيانات الدقيقة والموثوقة يجب عليك أولاً أن تعرف أنواع التحيز في الاستطلاع وتمنعها من التسلل إلى مشروعك البحثي.

أشهر أنواع التحيز في الاستطلاع وفي طريقة البحث واتخاذ القرار

مثلما ذكرنا فإنه لا يمكن لأي استطلاع أو استبيان أن يكون خالياً من التحيز بنسبة 100%، فاستطلاعات الرأي مهددة دائماً بكل أنواع التحيز، إلا أنه من الجيد أن تعرف أن هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتقليل التحيز في الاستطلاع إلى أدنى حد. تعرَّف هنا على 5 أنواع من التحيز في البحث واتخاذ القرار.

1.      تحيز أخذ العينات وطرق تجنبه

تحيز أخذ العينات في الاستطلاع

لإجراء استطلاع مثالي والحصول على بيانات موثوقة يجب أن يتمتع جميع المجيبين في دراستك بفرصة متساوية للمشاركة في الاستبيان، لذلك يجب عليك مشاركة الاستبيانات الخاصة بك بحيث تكون متاحة للأشخاص الذين تريدهم، وإن لم تقم بذلك سيكون لديك نوع من التحيز في الاستطلاع الذي لديك يسمى تحيز أخذ العينات (sampling bias). يعتمد حدوث هذا على كيفية اختيار المجيبين على الاستطلاع؛ أي يحدث هذا التحيز في الاستطلاع عندما لا تكون العينات عشوائية بالكامل.

للتخلص من تحيز أخذ العينات عليك التأكد من توزيع استطلاعاتك بشكل صحيح، وأفضل طريقة للتخلص من هذا التحيز في الاستطلاع هي استخدام قنوات توزيع متعددة، فعن طريق قنوات مثل البريد الإلكتروني وموقع الويب والشبكات الاجتماعية وبرامج المراسلة وحتى عن طريق رموز QR يمكنك أن تعرض الاستطلاعات لعدد أكبر من الأشخاص في المجتمع الإحصائي.

2.      تحيز عدم الإجابة وكيفية زيادة معدل الإجابة

أحد الأنواع الأخرى من التحيز في طريقة البحث هو تحيز عدم الإجابة أو ما يُعرف أيضاً باسم انحياز عدم الاستجابة (non-response bias)، ففي كثير من الحالات ربما تكون قد قمت بإجراء أخذ العينات بشكل صحيح إلا أنه يوجد دائماً أشخاص من مجتمعك الإحصائي لا يجيبون على الاستبيان ويتجاهلونه لأسباب مختلفة.

قد يكون سبب عدم إجابة المجتمع الإحصائي هو عدم توفر أشخاص مناسبين للدراسة أو عدم توافق رابط الاستبيان مع الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية أو عدم رغبة المجيبين بالمشاركة في الاستطلاع أو عدم ثقة الأشخاص بالباحث أو عدم نشاط المجيبين عبر البريد الإلكتروني.

بانخفاض مشاركة المجيبين في الإجابة على الاستبيان قد تفوتك بيانات مهمة كانت ستساعد في تحليل الاتجاهات وفي أبحاثك، لذلك يجب أن تتطلع إلى تحسين معدل الإجابة.

التخلص من التحيز في الاستطلاع مع برس لاين

يكاد يكون من المستحيل تجنب تحيز عدم الإجابة بالكامل؛ ومع ذلك فإنه يمكن استخدام طرق معينة لتقليل احتمالية حدوثه:

  • التصميم الأمثلي لاستبيانك الإلكتروني لاستخدامه على مختلف الأجهزة مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية. تأكد من التحقق من هذا الأمر قبل إرسال الاستبيان إلى الأشخاص، طبعاً إذا قمت بتصميم استبيانك مع بُرس لاين فيمكنك تقديم رابطه إلى أفراد مجتمعك الإحصائي وأنت مطمئن البال لأن استبيانات بُرس لاين متوافقة مع مختلف أنواع الأجهزة والمتصفحات الشائعة، وكذلك يمكن للأشخاص تسجيل آرائهم بسهولة دون انتظار فتح الاستطلاع، ولمزيد من الطمأنينة يمكنك تجربة إنشاء استبيان باستخدام الهاتف المحمول للتأكد من أمثلية أبعاده أيضاً.
  • الانتباه إلى الفترة الزمنية المأخوذة بالاعتبار لتسجيل الإجابات. بتحديد فترة زمنية محدودة وغير مرنة ستفقد البيانات من بعض المجيبين. إحدى المزايا الأخرى لإنشاء استبيان مع بُرس لاين هي المرونة وإمكانية الإجابة في أي زمان ومكان.
  • طمأنة المجيبين بالكامل بشأن سرية معلوماتهم الشخصية وكذلك بشأن تحليل المعلومات الواردة منهم كمجموعة إحصائية وليس كمعلومات فردية.
  • الاهتمام بجودة تصميم الاستبيان. إن النظرة الأولى التي يلقيها الأشخاص على الاستبيان يمكن أن تشجعهم على الإجابة أو تثنيهم عنها، وسيؤدي استخدام صورة أو مقطع فيديو في الصفحة الأولى للاستبيان إلى تأثير كبير في زيادة معدل الإجابة.
  • منح فرصة للأشخاص لمعرفة المزيد حول الغرض من الاستطلاع ودوافعه وذلك بإرسال بريد إلكتروني لهم قبل إرسال الاستبيان. يمكن أن يكون إرسال رسائل البريد الإلكتروني للتذكير والدعوات الشخصية والمخصصة عاملاً فعالاً للغاية في زيادة معدل مشاركة الأشخاص في الإجابة

10 تقنيات لزيادة عدد الإجابات على الاستبيان الإلكتروني

3.      تحيز الإجابة وطرق تجنبه

إن تحيز الإجابة (response bias) هو نوع آخر من التحيز في الاستطلاع وفي البحث، فبعد إقناع أفراد المجتمع الإحصائي بالمشاركة في الإجابة يجب عليك أن تسعى نحو طريقة للحصول على إجابات دقيقة وصادقة من المجيبين وإلا سوف تواجه شكلاً من أشكال التحيز في طريقة البحث نتيجة لعوامل واعية ولاواعية من المجيبين.

التخلص من تحيز الإجابة في الاستبيان

لدى تحيز الإجابة أشكال مختلفة سنناقشها فيما يلي:

الانحياز للموافقة (Acquiescence bias)

يعد الانحياز للموافقة أحد أكثر أنواع التحيز شيوعاً في الاستبيانات، ففي الواقع يحاول المجيب أن يوافق على كل ما تسأله إياه وأن يعطي إجابة إيجابية، فقد أظهرت التجربة أنه عندما يتضمن الاستطلاع أسئلة «موافق/ غير موافق» فإن عدداً أكبر من الأشخاص يختارون الخيار «موافق»، ومن ناحية أخرى فإنهم يعتبرون الخيار «موافق» طريقة أسهل للخروج من التحديات التي تواجه الاستطلاع، كما أن بعض الأشخاص يختارون هذا الخيار حتى يكملوا الاستبيان بأسرع وقت ممكن. انظر إلى المثال التالي:

– هل كان مقدم الفعالية واسع المعرفة والاطلاع؟

لتقليل هذا التحيز في الاستطلاع إلى أدنى حد فإنه يكفي استخدام أسئلة محايدة في تصميم استطلاعك كأن تطرح السؤال على النحو التالي:

– كيف تقيِّم مدى معرفة مقدم الفعالية بالموضوع المدروس على مقياس من 1 إلى 10؟

التحيز الناجم عن الأسئلة الموجهة (Leading questions)

من الواضح أن التحيز الناجم عن طرح الأسئلة الموجهة يقود المجيب نحو إجابة محددة، وفي الواقع في هذا النوع من الأسئلة تكون لديك عبارات تريد تأكيدها أو نفيها، ولذلك تسألهم بطريقة تؤدي إلى إجابة معينة. انظر إلى المثال التالي:

– ما مدى روعة تجربتك مع فريق خدمة العملاء لدينا؟

بطرح هذا السؤال تكون قد خلقت لدى المجيب صورة عن مدى روعة الفريق ولن تكون لديه فرصة للتفكير بخيار آخر، هذا في حين أنه من الأفضل طرح السؤال بطريقة تمكِّنه من الإجابة بصدق وواقعية.

– ما مدى رضاك عن فريق خدمة العملاء لدينا على مقياس من 1 إلى 10؟

لن يمنحك استخدام الأسئلة الموجهة أية رؤية أو نتيجة جديدة، لذلك ضع في اعتبارك خيارات يتمكن المشارك من اختيارها بصدق ودون تحيز.

التحيز الناجم عن الأسئلة المزدوجة (Double barreled questions)

الأسئلة المزدوجة هي نموذج آخر للأخطاء الشائعة وغير المقصودة لمصممي الاستبيان، فهم يسألون عن موضوعين في سؤال واحد للحصول على مزيد من المعلومات. انظر إلى المثال التالي:

– هل كنت راضياً عن جودة الطعام وتعامل الموظفين؟

قد يجد المجيب أن جودة الطعام مناسبة لكن طريقة تقديم الموظفين للخدمة غير مرضية، لذلك سيجد صعوبة في الإجابة عن السؤال وقد يتجنب الإجابة عليه. لذا تأكد من تغطية موضوع واحد فقط في كل سؤال وحاول أن تجعل الأسئلة قصيرة وبسيطة قدر الإمكان، وبالتالي عليك تحويل السؤال المزدوج السابق إلى السؤالين البسيطين التاليين:

– ما مدى رضاك عن جودة طعامنا؟

– ما مدى رضاك عن تعامل الموظفين؟

التحيز الناجم عن الأسئلة المطلقة (Absolute questions)

الأسئلة المطلقة هي أسئلة تُستخدم فيها كلمات مثل ”الكل“ و”دائماً“ و”لا شيء“ و”أبداً“، وباستخدامك لهذه الكلمات فأنت تطلب من العميل أن يؤكد لك موضوعاً ما بنسبة 100% مما يؤدي في النهاية إلى التحيز في الاستطلاع. انظر المثال التالي:

التخلص من التحيز الناتج عن الأسئلة المطلقة في الاستبيان

– لماذا لم تشارك في فعالياتنا أبداً؟

قد يبدو هذا السؤال على شكل اتهام للمجيب بعدم المشاركة في الفعاليات السابقة مما يثير لديه شعوراً بالانزعاج، ويمكن أن يؤثر هذا الموضوع أيضاً على مشاركته في الاستطلاع أو إبداء آراء سلبية للغاية، لذلك من الأفضل حذف مثل هذه الكلمات والتعبير عن الجملة بطريقة أخرى.

– ما الذي منعك من المشاركة في فعالياتنا السابقة؟

  • المكان والزمان غير المناسبين لعقد الفعالية
  • عدم الاطلاع في الوقت المناسب على إجرائها
  • مستوى جودة إجراء الفعالية
  • غير ذلك

تحيز خصائص الطلب (Demand characteristics)

في هذا النوع من التحيز في الاستطلاع يجيب بعض المجيبين على الاستبيان بناءً على افتراضاتهم حول احتياجاتك، حيث يختارون الأفضل بالنسبة لك بغض النظر عن مشاعرهم وأفكارهم. المثال التالي هو مثال واضح جداً لهذا النوع من التحيز في الاستطلاع:

– إننا نفكر بتغيير مكان الفعالية. هل تعتقد أننا يجب أن نتابع بهذا الأمر؟

ربما يعتقد المشاركون في الاستبيان أنهم ساعدوك باختيار خيار «نعم»، ولذلك من خلال طرح السؤال بطريقة مختلفة يجب أن تطلب منهم مشاركة انطباعاتهم حول المكان الحالي معك وتقديم اقتراحاتهم، فعلى سبيل المثال في استبيان الفعالية يجب أن تسأل:

– ما الذي يمكننا تغييره أو إضافته بخصوص مكان الفعالية؟

تحيز الإجابة المتطرفة (Extreme responses)

يميل بعض أفراد المجتمع الإحصائي لاختيار أكثر الخيارات تطرفاً، فعلى سبيل المثال في استطلاعات مقياس ليكرت يفضل البعض اختيار الخيار 5 أو ”لا أوافق بشدة/ أوافق بشدة“، وهذا النوع من التحيز في البحث يسمى تحيز رد الفعل الشديد أو رد الفعل المتطرف والذي ينشأ من ثقافة أي مجتمع.

الطريقة الأكثر فعالية لتجنب هذا التحيز في الاستطلاع أو تقليله إلى أدنى حد هي تصميم الأسئلة بطريقة لا تخلق رد فعل شعورياً أو عاطفياً حتى يتمكنوا من الإجابة على الاستبيان في جو أكثر منطقية.

تحيز الرغبة الاجتماعية (Social desirability bias)

يحدث هذا التحيز في الاستطلاع تحت تأثير الأعراف الاجتماعية بحيث يجيب معظم مجيبي الاستبيان عن الأسئلة بطريقة تحافظ على رغبتهم الاجتماعية أو تحسنها.

يمكن التقليل من هذا النوع من التحيز في البحث إلى أدنى حد بجعل معلومات المجيبين سرية، ولهذا الغرض يمكنك إخفاء معلومات هوية الأشخاص في إعدادات الاستبيان أو عدم طرح أسئلة شخصية بشكل عام، وبهذا تمنحهم الثقة بأنهم يستطيعون التعبير عن رأيهم الحقيقي بحرية أكبر ودون أي خوف.

تحيز الباحث (Researcher bias)

تحيز الباحث هو أحد أنواع تحيزات الإجابة في الاستبيان والتي تسببها الافتراضات العقلية والخاطئة وعدم وضوح الهدف من الدراسة والإدراك غير الكافي للموضوع قيد الدراسة. نقدم فيما يلي أنواع تحيز الباحث وكيفية تجنبه.

  • ينتج تحيز الباحث في بعض الأحيان عن عدم كفاية معلوماته عن الموضوع، حتى أنه قد يحد من الخيارات المتاحة للمجيب من خلال التركيز على تفضيلاته وميوله. لتجنب هذين الخطأين يمكنك استخدام طريقتين هما طرح الأسئلة النصية المفتوحة واستخدام الخيار «غير ذلك» من بين الخيارات، فباختيار الخيار «غير ذلك» يُطلب من المجيب كتابة الإجابة التي يريدها. باستخدام هاتين الطريقتين وعدم تقييد الأشخاص يمكن الحصول على معلومات أكثر دقة منهم.
  • بسبب التعريف المبهم وغير الصحيح للمجتمع الإحصائي يتم استبعاد بعض المجيبين المحتملين عن طريق الخطأ من المجتمع، ولتجنب هذا النوع من تحيز الباحث فإنه يجب تقديم تعريف أكثر دقة وتجسيداً لخصائص المجتمع الإحصائي وتجنب استخدام عبارات عامة مثل أفراد الطبقة الوسطى أو العملاء الاستراتيجيين للشركة، ولهذا الغرض يمكنك تعريف وشرح خصائص المجتمع الذي تريده بدقة مع زملائك ومشرفك ومستشارك.
  • قد يحدث تحيز الباحث بسبب الاختلاف بين خصائص المجتمع المحدد والعينة الإحصائية قيد الدراسة، فعلى سبيل المثال عند استخدام استبيان إلكتروني ومشاركته في الفضاء الرقمي فإنك لا تجمع إلا البيانات المتعلقة بالأشخاص النشطين في هذا الفضاء فقط، ولتقليل تأثير هذا النوع من التحيز في البحث يمكنك إتاحة رمز الاستجابة السريعة QR للاستبيان لعدد أكبر من الأشخاص من مجتمعك الإحصائي.

4.      التحيز في المقابلة وكيفية تجنبه

التحيز في المقابلة (تحيز المحاور Interviewer bias) يأتي من سلوك المحاور ونبرة صوته، فالطريقة التي يطرح بها المحاور السؤال والإحساس الذي يخلقه أثناء طرح السؤال وحتى نوع السؤال الذي يطرحه يمكن أن تؤثر على النتائج النهائية. إن ما يحدث في المقابلات وجهاً لوجه من لغة الجسد وتعابير الوجه والنبرة إلى الخصائص الديموغرافية مثل العمر والجنس والطبقة الاجتماعية يمكن أن تسبب التحيز في المقابلة.

لتجنب هذا النوع من التحيز في الاستطلاع عليك أن تتصرف بمهنية وحيادية تامة، فطريقة السلوك هذه ستمنعك من تفضيل إجابة ما على أخرى دون وعي وستجعل الشخص الذي تتم مقابلته يجيب عن الأسئلة بعيداً عن التحيز، وكذلك فإن تخصيص عبارات للترحيب الحار والتمهيد سيقلل من توتر الشخص الذي تتم مقابلته بالإضافة إلى شكره في النهاية على تخصيص الوقت للإجابة على استبيانك.

5.      تحيز الترتيب واستراتيجيات تقليله

في بعض الحالات يمكن أن تؤثر الأسئلة الأولى للاستطلاع على طريقة إجابة الأشخاص عن الأسئلة التي بعدها وتوجهها بحيث أنه إذا تم طرح هذه الأسئلة بشكل مستقل أو قبل الأسئلة الأولى فمن الممكن تلقي إجابات مختلفة من الأشخاص، وبالإضافة إلى ترتيب الأسئلة فإن هذا التحيز في طريقة البحث يحدث أيضاً بسبب ترتيب خيارات الإجابة، فكثير من مصممي الأسئلة لا ينتبهون في بعض الأحيان إلى التحيز الناتج عن الترتيب وآثاره على البيانات النهائية.

المثال التالي هو مثال جيد على هذا التحيز في الاستطلاع:

– هل لدى المعلم معرفة كافية بالموضوع؟

– كيف تقيم أداءه على مقياس من 1 إلى 10؟

في هذه الحالة عندما يُطلب من المشارك تقييم الأداء العام للمعلم فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو معرفة المعلم بالموضوع لأننا ذكرنا هذا في السؤال السابق، فأثناء البحث عن الإجابة في الذهن يمر الأشخاص على البيانات المخزنة في ذاكرتهم ويصادفون أحدث المعلومات أولاً والتي هي عن معرفة المعلم، وقد يؤدي هذا إلى إهمال جوانب أخرى من قياس الأداء، ولذلك من الأفضل طرح أسئلة مثل هذه:

– كيف تقيم أداء المعلم على مقياس من 1 إلى 10؟

– هل كانت لديه معرفة كافية بالموضوع؟

6.      تحيز التقارير وعواقبه

يحدث تحيز التقارير (Reporting bias) عندما يقرر فريق البحث نشر النتائج بناءً على طبيعة النتائج وعلى كونها إيجابية أم سلبية، ففي الواقع يتم نشر النتائج الجيدة بسرعة وبتواتر أعلى بشكل عام، وهذا يمكن أن يؤدي إلى قرارات خاطئة وإلى إضاعة الموارد وإلى أبحاث مستقبلية غير صحيحة.

مثلاً لم يتمكن فريق البحث الطبي بعد العديد من الدراسات والاستطلاعات من إثبات فعالية كريم تسكين الآلام الذي يدرسونه، ولذلك قررت العلامة التجارية عدم نشر نتائج البحث، وإخفاء الحقائق الناتجة عن البحث يمكن أن يكون عملاً غير أخلاقي من جانب العلامة التجارية.

كلمة أخيرة

لا يمكن إجراء أي استطلاع أو وبحث دون نسبة خطأ وتحيز، وعليك إجراء العديد من الدراسات للتعرف على مختلف أنواع التحيز في الاستطلاع وتقليل حدوثها إلى أدنى حد ممكن، لكن إذا كنت تَستخدم أدوات إنشاء استمارات مثل بُرس لاين لتصميم استبياناتك فستحصل بلا شك على معلومات أكثر دقة وموثوقية وصحة. هناك العديد من نماذج استطلاعات الرأي المتاحة مجاناً والتي لا تزيد معدلات الإجابة فحسب بل تزودك أيضاً ببيانات ذات جودة أفضل لتحليل موضوع البحث الخاص بك عن طريق تقليل أنواع الانحياز الأخرى، وببضع نقرات فقط يمكنك تحسين جودة استطلاعات الرأي الخاصة بك مع بُرس لاين.